من مقالة بنفس العنوان لبن كريشان في صفحته أساسيات
هناك أخطاء شائعه عن الإلحاد ومتكرره في ادبيات الإسلاميين والمؤمنين تجدها في مواقعهم ومنتدياتهم ويتلفظ بها مشايخهم - وهذا متوقع فإن كان المؤمن لايستطيع تعريف الإلحاد فمن السهل أن يسيء فهمه. من اسباب سوء الفهم هو ان الملحد بحكم عدم ايمانه ينتقد (فهو ناقد للتفكير الديني السحري) وبالتالي يجد المؤمنون في هذا هجوما على إعتقادهم وإسلامهم . هذه بعض منها:
١- الملحد كاره للاسلام. كثير من الملحدين نشؤوا في بيئة إسلاميه وآباءهم وأمهاتهم وأهلهم وأصدقاؤهم مايزالون مسلمين. كثير من الملحدين يعيشون في المجتمعات المفتوحه جنبا الى جنب مع مؤمنين في اليابان وأوروبا والهند والصين. الملحد يطور كراهية تجاه الإسلام بسبب حملة التشهير والكراهيه المغرضه الكاذبه التي يقوم بها المسلمون. ان تقبّل الملحد في المجتمع وعدم تكفيره والمناداة بقتله في بلاد العرب والمسلمين ستجعله لايمقت الدين ولايبدى اية كراهية تجاه اتباعه وإن كان ذلك لايمنع من نقده الإدعاء نفسه لأن ذلك هو صلب إعتقاده.
۲- بما ان الملحد يكره الأسلام إذا فهو عدو الأسلام وبالتالي لابد ان يكون عميلا للغرب او إسرائيل. هذه نظرة سطحيه وكذب لأن الملحد في اي مجتمع هو جزء منه فان كان عربيا فهو يتفاعل مع قضايا امته وشعبه ولكن الفرق انه لايعترف بشيء اسمه الأمه الأسلاميه لأنها دينية الفكر ولكنه يتعاطف مع الحقوق والقضايا العادله في العالم. الملحدون وطنيون جدا ومحبون لبلادهم. كما أن كثير من المؤمنين خونة لبلادهم وشعوبهم وعملاء لمنظمات خارجيه تريد الإطاحه بالنظم السياسيه، مصدرها خارج بلادهم كالوهابيه والسلفيه الجهاديه والأخوانجيه وجمهوري إسلامي ايران.
٣ - الملحد إنسان تعيس حزين لأنه ليس هناك معنى لحياته فهو لن يذهب الى الجنه وسيحس بالندم عندما يأتيه الموت. هذا إعتقاد شائع بين المؤمنين بالإسلام وهو نابع من إعتقاد المؤمن بأن الإيمان ضروري حتى يذهب للحياة الآخره ويستمتع بالسعاده. عدم الإيمان يعني الخلاص من عقدة التقصير والذنب التي تربض على صدر المؤمن وهذا يجعل الملحد في حالة من السعاده والإرتياح يجهلها المؤمن. إن ترك اإأيمان بالإسلام يخلق معنى جديدا رائعا لحياة الإنسان.
٤- الملحد اصبح هكذا لأنه غاضب من الله بسبب حادثة حصلت له، موت إنسان يحبه او لأنه لم يحصل على مايريد من الله. للأسف هذا ليس صحيحا. قد يكون هناك بعض الملحدين الغاضبين ولكن ذلك كما ذكرنا نتيجة المعامله العنصريه ضدهم من قبل المؤمنين الذين يشيعون إساءات كاذبه عنهم. وقد يغضب الملحد الذي خرج من الإيمان بسبب الوقت الذي ضيعه في تلك الحاله. وحتى لو كان هناك بعض الغاضبين فهذا لايغير من طبيعة الإلحاد كونه اكثر منطقية من الإيمان. يقوم المسلمون بنشر هذا الإدعاء لإثارة غضب الملحد ووضعه في موقف دفاعي عن نفسه و غيره من الملحدين.
۵- الجميع يؤمن بشيء ولايمكن ان يكون هناك احد " ملحد" لايؤمن بشيء إطلاقا. هذا إفتراض طبيعي من المؤمن فهو يقارن الإلحاد بالدين وطبيعته. وهناك ربط غريب بين الإسلام والإيمان، فالإيمان قد يوجد بدون الدين. مثلا قد يكون أحدهم مؤمنا بالمساواة بين البشر ومؤمنا بحرية الإنسانيه، ولكنه غير مؤمن بوجود الله. وهناك كثير من المسلمين الذين لايصلون ولايمارسون ويعتبرون أنفسهم مؤمنين ، وهناك مصلون و صائمون ولكنهم يمارسون مخالفات كثيره. الملحد هو بساطه غير مؤمن بالله وقد يؤمن بكثير من القيم الأخلاقيه الأخرى.
٦- هل الملحد من عبدة الشيطان؟ هذا ناتج بالطبع من إعتبار ان من لايؤمن بالله فهو عدو الله ، بما ان عدو الله هو الشيطان في الميثولوجيا الإسلاميه. المؤمن الذي يقول هذا يعمل من نفس الأجنده والإفتراضات بان ربه الله هو الصحيح. وهو إعتقاد لايشاركه الملحد به. الحقيقه هي بما أن الملحد لايؤمن بالله اصلا فهو لن يؤمن بالخرافات التي تدور من حوله مثل الشيطان والملائكه والبراق ويأجوج ومأجوج وغيرها. فكيف يقوم بعبادتها.