الأحد، 8 مارس 2009

أخطاء شائعة عن الإلحاد

من مقالة بنفس العنوان لبن كريشان في صفحته أساسيات

هناك أخطاء شائعه عن الإلحاد ومتكرره في ادبيات الإسلاميين والمؤمنين تجدها في مواقعهم ومنتدياتهم ويتلفظ بها مشايخهم - وهذا متوقع فإن كان المؤمن لايستطيع تعريف الإلحاد فمن السهل أن يسيء فهمه. من اسباب سوء الفهم هو ان الملحد بحكم عدم ايمانه ينتقد (فهو ناقد للتفكير الديني السحري) وبالتالي يجد المؤمنون في هذا هجوما على إعتقادهم وإسلامهم . هذه بعض منها:

١- الملحد كاره للاسلام. كثير من الملحدين نشؤوا في بيئة إسلاميه وآباءهم وأمهاتهم وأهلهم وأصدقاؤهم مايزالون مسلمين. كثير من الملحدين يعيشون في المجتمعات المفتوحه جنبا الى جنب مع مؤمنين في اليابان وأوروبا والهند والصين. الملحد يطور كراهية تجاه الإسلام بسبب حملة التشهير والكراهيه المغرضه الكاذبه التي يقوم بها المسلمون. ان تقبّل الملحد في المجتمع وعدم تكفيره والمناداة بقتله في بلاد العرب والمسلمين ستجعله لايمقت الدين ولايبدى اية كراهية تجاه اتباعه وإن كان ذلك لايمنع من نقده الإدعاء نفسه لأن ذلك هو صلب إعتقاده.

۲- بما ان الملحد يكره الأسلام إذا فهو عدو الأسلام وبالتالي لابد ان يكون عميلا للغرب او إسرائيل. هذه نظرة سطحيه وكذب لأن الملحد في اي مجتمع هو جزء منه فان كان عربيا فهو يتفاعل مع قضايا امته وشعبه ولكن الفرق انه لايعترف بشيء اسمه الأمه الأسلاميه لأنها دينية الفكر ولكنه يتعاطف مع الحقوق والقضايا العادله في العالم. الملحدون وطنيون جدا ومحبون لبلادهم. كما أن كثير من المؤمنين خونة لبلادهم وشعوبهم وعملاء لمنظمات خارجيه تريد الإطاحه بالنظم السياسيه، مصدرها خارج بلادهم كالوهابيه والسلفيه الجهاديه والأخوانجيه وجمهوري إسلامي ايران.

٣ - الملحد إنسان تعيس حزين لأنه ليس هناك معنى لحياته فهو لن يذهب الى الجنه وسيحس بالندم عندما يأتيه الموت. هذا إعتقاد شائع بين المؤمنين بالإسلام وهو نابع من إعتقاد المؤمن بأن الإيمان ضروري حتى يذهب للحياة الآخره ويستمتع بالسعاده. عدم الإيمان يعني الخلاص من عقدة التقصير والذنب التي تربض على صدر المؤمن وهذا يجعل الملحد في حالة من السعاده والإرتياح يجهلها المؤمن. إن ترك اإأيمان بالإسلام يخلق معنى جديدا رائعا لحياة الإنسان.

٤- الملحد اصبح هكذا لأنه غاضب من الله بسبب حادثة حصلت له، موت إنسان يحبه او لأنه لم يحصل على مايريد من الله. للأسف هذا ليس صحيحا. قد يكون هناك بعض الملحدين الغاضبين ولكن ذلك كما ذكرنا نتيجة المعامله العنصريه ضدهم من قبل المؤمنين الذين يشيعون إساءات كاذبه عنهم. وقد يغضب الملحد الذي خرج من الإيمان بسبب الوقت الذي ضيعه في تلك الحاله. وحتى لو كان هناك بعض الغاضبين فهذا لايغير من طبيعة الإلحاد كونه اكثر منطقية من الإيمان. يقوم المسلمون بنشر هذا الإدعاء لإثارة غضب الملحد ووضعه في موقف دفاعي عن نفسه و غيره من الملحدين.

۵- الجميع يؤمن بشيء ولايمكن ان يكون هناك احد " ملحد" لايؤمن بشيء إطلاقا. هذا إفتراض طبيعي من المؤمن فهو يقارن الإلحاد بالدين وطبيعته. وهناك ربط غريب بين الإسلام والإيمان، فالإيمان قد يوجد بدون الدين. مثلا قد يكون أحدهم مؤمنا بالمساواة بين البشر ومؤمنا بحرية الإنسانيه، ولكنه غير مؤمن بوجود الله. وهناك كثير من المسلمين الذين لايصلون ولايمارسون ويعتبرون أنفسهم مؤمنين ، وهناك مصلون و صائمون ولكنهم يمارسون مخالفات كثيره. الملحد هو بساطه غير مؤمن بالله وقد يؤمن بكثير من القيم الأخلاقيه الأخرى.

٦- هل الملحد من عبدة الشيطان؟ هذا ناتج بالطبع من إعتبار ان من لايؤمن بالله فهو عدو الله ، بما ان عدو الله هو الشيطان في الميثولوجيا الإسلاميه. المؤمن الذي يقول هذا يعمل من نفس الأجنده والإفتراضات بان ربه الله هو الصحيح. وهو إعتقاد لايشاركه الملحد به. الحقيقه هي بما أن الملحد لايؤمن بالله اصلا فهو لن يؤمن بالخرافات التي تدور من حوله مثل الشيطان والملائكه والبراق ويأجوج ومأجوج وغيرها. فكيف يقوم بعبادتها.

الإلحاد والدولة الدينية

مقالة بعنوان (ما هو الإلحاد) كتبها بن كريشان في صفحة أساسيات

ماهو الإلحاد؟ هل الملحد شيوعي؟ هل هو صهيوني؟ هل هو علماني؟ ام هل الملحدون عباره عن طابور خامس يعملون لأسايدهم الغربيين وأعداء الإسلام هدفهم تعرية المرأة العربيه وأكل أطفال المسلمين؟ أهم من عبدة الشياطين؟

لن تستطيع ان تتفهم ماهو الإلحاد ان بقيت مصدقا لهذه الأكاذيب التي يطلقها المؤمنون بالإسلام بغرض الإساءة وليس الشرح . هذه مغالطات وإفتراضات ليس لها اي اساس.

كما انه ليس صحيحا بأن الإلحاد فلسفة جافة مملة هدفها النقاشات والمناظرات ضد الدين والسياس. فالإلحاد ليس نظرية سياس وليس دينا ولاحركه تنظيميه سياسيه ، إنه ببساطه الإجابه على السؤال: ماهو الله؟ انه فقط عدم الإيمان بالله ولا بأي خالق سماوي. لا داعي إذن أن يكون الإلحاد كلاما أكاديما مملا، بل من الممكن أن يكون على العكس من ذلك بسيطا و ممتعا.

يقوم المسلمون ومنذ قرون بتكريس الإسلام ديانة للدوله العربيه، وربط شخصية العرب ربطا وثيقا بالدين والله. الإسلام السياسي اليوم هو نتيجة حتمية لذلك وهي الدفع بمحاولات الوصول الى إنشاء دولة ثيوقراطيه إسلاميه يحكمها رجال دين إسوة بالكنيسه الكاثوليكيه في أوروبا العصور الوسطى أو جمهوري إسلامي إيران و دولة طالبان البائده. جميع دساتير البلاد العربيه ( أرض الرمال) تنص على ان الإسلام هو الدين الرسمي للدوله مما يزيد الطين بله. هذا يفسر سبب كراهية المؤمنين والإسلام السياسي للعلمانيه التي تحول بينهم وبين الوصول للسلطه. وفي أغلب الدول الإسلامية ترتبط السياسة بالدين بدرجة كبيرة وعادة ما تكون الردة وشجب العقيدة من الجرائم التي تشمل عقوباتها الاعدام، ويعامل المرتدون باعتبارهم منبوذين ويتعرضون للمضايقات.

تقوم كثير من القوى الدينيه الشريره في العالم بتكريس الدين بأعتباره حجر الزاويه في الحياة الوطنيه. فترى الجماعات الإسلاميه المتشدده أنها وريثة النضال القومي للشعوب العربيه وهي التي ستحقق لها العداله، طبعا بعد ان تدفع هذه الشعوب الثمن غاليا بشكل تحجيم الحريات وتطبيق قوانين الشريعه المتخلفه والتي ستدفع بالمجتمعات الى ثقافة القرون الوسطى. المملكه العربيه السعوديه اليوم من اغنى دول العالم وهي كذلك على مدى الخمسين سنة الماضيه تتمتع بدخول النفط. ومع هذا بسبب تطبيقها لما تعتقد انه النموذج المثالي للإسلام فهي فقيرة في الإنتاج الأدبي والفني والعلمي على مستوى العالم رغم أنها اغنى من بعض الدول المتقدمه . وهذا هو مصير الدول التي ستأسلم منظوماتها الشعبيه والسياسيه.

تتأمر السعوديه اليوم مع الفاتيكان لإطلاق مشروع التوافق بين الأديان لمحاربة الإلحاد. وقد انضمت بعض الجماعات اليهوديه لهذه المبادره التي يقودها من يتسمى بخادم الحرمين الشريفين- اللقب التقليدي للسلطان العثماني- الملك السعودي. نجحت حملة شنها الفاتيكان في حمل الأمم المتحدة على إضافة "معاداة المسيحية" و"معاداة الاسلام" إلى معاداة السامية لتكون من القضايا التي ترفع الهيئات المدافعة لحقوق الإنسان التابعة لها تقارير عنها فيما اعتبر بالنسبة للكثيرين إشارة على أن القوى الدينية تعزز قبضتها على العالم لخوفها من إنتشار الفكر الإلحادي.

التكرار في القرآن: أداة بلاغة أم قص ولزق

( من مقالة كتبها ياسر جورج في Saturday, 7 March 2007 في مدونته مجرد إنسان بعنوان "كيف تثبت أن القرآن بشري في سطور")

كرر كاتب القرآن كتابة نفس الكلام تماماً في قصة أخرى وفي نفس السورة بطريقة غير منطقية نهائياً ولا يمكن لإله أن يرتكب هذا الخطأ.. ارجوك ركز فهذا واحد من أوضح الأمثلة على أن القرآن من كتابة بشرية

سورة الأعراف

آية 60 والتي تحكي ما قاله قوم نوح (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)

آية 66 والتي تحكي ما قاله قوم ثمود (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِين)َ

آية 90 والتي تحكي ما قاله قوم شعيب (وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ)

**********************

آية 75 والتي تحكي ما قاله قوم صالح (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ)

آية 88 والتي تحكي ما قاله قوم شعيب (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ)

*************************

آية 109 (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ)

آية 127 (وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ)

************************

آية 61 والتي تحكي ما قاله نوح (قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ)

آية 67 والتي تحكي ماقاله هود (قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِين)َ

*********************

آية 62 والتي تحكي ماقاله نوح (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)

آية 68 والتي تحكي ما قاله هود (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ)

***************************

آية 63 والتي تحكي عن قصة نوح (أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)

آية 69 والتي تحكي عن قصة هود (أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

**********************************

لمن لم يفهم الموضوع.. المسألة هنا أشبه بقص ولصق قالب القصة واعادة كتابة الكلمات مرة اخرى وبوضع تغييرات خفيفة.. انظر التالي من سورة الأعراف من آية 60 الى الآية 63 والتي تحكي قصة قوم نوح:
قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ
قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ
أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
وَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

وهاهو نفس القالب ينسخ حرفياًُ ليستعمل لإخبار قصة اخرى من آية 65 الى الآية 69 والتي تحكي قصة قوم عاد

قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ
قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ

أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ

أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ


هل يمكن أن يفعل الله هذا يا ترى ؟

الجمعة، 20 فبراير 2009

التحدي

تحدى أحد أعضاء منتدى اللادينيين العرب (ومن الواضح أن له دين) الأعضاء اللآخرين (الذين لا دين لهم) بقوله:

"ايها اللاديني سالناك من الهك فلم تعرف! بل انكرته!!
سالناك عن الكون فقلت نظرية ..نظرية ..يقول العلماء..يعتقد .!
سالناك عن توازن الكون فاشرت الى الصدفة!!!
عن خلقك فقلت التطور....!
سالناك وسالناك ... بكل ثقة تجيبنا بالشك !
الحقيقة لا تعلمها انت لانك شاك اليس كذلك .
لكن هذا الكون
لو لا الشمس لما بقيت الحياة
ولولا دوران الارض حول نفسها لفنيت الحياة
ولولا الرياح لما بقيت الحياة
ولولا الماء السئل لما بقيت الحياة
ولولا الجبال لما بقيت الحياة
ولولا النبات لما بقيت الحياة
ولولا البحار لما بقيت الحياة
ولولا النبات لما بقيت الحياة
كل هذا من غير شيء...
التحدي هو سهل: لم حصل هذا التناسق على الارض...
لا ادري ما ستكون اجابتكم ....
ولكني ما علمته عنكم انكم لا تعلمون سوى يقول ويقال ونظرية وربما ...............
تحدي مفتوح لاصحاب العقول ........"

فقلت: صديقي المتحدي، الرد بسيط. أنت تقول بأن للطبيعة تناسق أو توازن وهو كالتالي: الحياة من جهة والجبال والماء السائل والرياح من جهة أخرى. عظيم أنا أوافقك الرأي بأن وجود الحياة التي نعرفها مشروط بوجود أطراف أخرى للمعادلة. وأنت تسأل من وضع المعادلة وتزعم بأن الحل الوحيد هو الله أي أن الله هو واضع المعادلة وليس سواه كما لا بد في رأيك من واضع للمعادلة حتى يحصل التوازن.
لنأخذ مثالاً بديلاً لكن مشابه لمثالك: لولا الكربون لما بقي قلم الرصاص، ولولا الخشب لما بقي القلم، ولولا المصنع لما كان القلم، ولو لا حاجة الناس للكتابة لما وجد القلم ولولا وجود الإنسان لما وجد القلم و لولا وجود الورق لما وجد القلم والسلسلة طويلة إذا نستنتج على طريقتك بأن الله خلق الكربون حتى يوجد القلم وخلق الخشب حتى يوجد القلم وخلق الناس والورق حتى يوجد القلم. أي أن القلم فكرة مجرة يسبق وجودها وجود الخشب وغيره ويطلبه شرطاً ضرورياً لازم التحقيق لأن فكرة القلم ضرورية ولازمة التحقيق أيضاً (لأن الله قرر ضرورة القلم). الحقيقة هي أن اجتماع الناس والخشب والكربون جعل وجود القلم ممكناً وإن لم يكن محتماً.

الغلط هنا أنك تفرض أن الحياة وجدت قبل وجود الطرف الثاني من المعادلة أي أن الله أوجد الحياة وشرط وجودها بوجود الرياح مثلاً ثم خلق الرياح ليحصل التوازن. الحقيقة أن الطرف الثاني وجد قبل الأول أي أن الرياح والجبال وجدت قبل الحياة (كما نعرفها) ولهذا كانت شرطاً لها. أي أن الماء وجد قبل الحياة ولذلك ظهرت الحياة ولو لم يكن هناك ماء لما ظهرت الحياة. يمكن أن تقول بأن الحياة التي تعتمد على الماء والرياح (الهواء) هي النمط الوحيد من الحياة. إذن السؤال هو: هل هناك شكل واحد للحياة وهذا الشكل يستوجب وجود الأوكسيجين والنتروجين والماء والحرارة المعتدلة وما إلى ذلك؟ أساس الحياة هو المادة المتحركة الذاتية الحركة والذاتية التكاثر. الصخرة تحتاج إلى دافع لتتحرك أما الخلية فتتحرك من ذاتها. السيارة تتحرك من ذاتها لكنها عاجزة عن التكاثر بذاتها. هل هناك شكل واحد للمادة الذاتية الحركة والذاتية التكاثر؟ أنا لا أعرف الجواب في الحقيقة.
لنفرض أن الخلية (بأنواعها المختلفة) هي نمط الحياة (أي الحركة والتكاثر) الوحيد الممكن. إذن لا وجود لحياة إلا بوجود وسط مشابه للوسط الأرضي. السؤال الآن ما هو إذن احتمال وجود الماء في الكون والتقائه في مكان واحد بالأوكسيجين والنتروجين والكربون بالنسب التي تؤدي إلى نشوء الحياة كما نعرفها أي ما هو احتمال وجود كوكب كأرضنا. إذا كان الجواب صفراً ومع ذلك نحن موجودون لآمنا بالخالق. لكن الحقيقة أن الإحتمال ضئيل لكنه ليس صفراً. هل يعني الإحتمال الضئيل أن الحياة على الأرض صدفة أوضربة حظ. هذا في الحقيقة فهم خاطئ للإحصاء. الإحتمال الضئيل لا يعني أن الحدث المرجو لن يقع ولو وقع لكان معجزة بل يعني أن العملية (التي تؤدي إلى الحدث المرجو) لو تكررت آلاف المرات لكان الحدث المرجو جزءاً صغيراً من نتائج العملية. أي لو كان احتمال وجود كوكب كالأرض 1 من 10 مليارات فهل يعني هذا أن وجود أرضنا معجزة. لا. وليس الجواب أيضاً أن أرضاً كأرضنا ستوجد حتماً لو كان هناك عشرة مليارات كوكب. الجواب رياضي بحت وهو أن أرضاً واحدة كأرضنا على الأقل ستوجد عندما يتناهى عدد الكواكب إلى اللانهاية. وبما أن عدد النجوم (و الكواكب بالإحتمال) كبير جداً (لا أعرف إن كان لا نهائياً) فإن وجود أرضنا يتفق مع النظرية. وحتى لو لم توجد أرضنا لكانت النظرية صحيحة. وحتى لو وجدت عدة كواكب كأرضنا لكانت النظرية صحيحة أيضاً.

إن كون الحياة كما نعرفها يعتمد على توازن احتمال وجوده ضئيل لا يعني أنها معجزة. كل ما يعنيه أنه ستوجد الحياة لو وجدت الشروط وإن لم توجد الشروط فلن توجد الحياة. هذا لا يعني أن مفهوم الحياة موجود وأن الله أوجد الشروط حتى توجد الحياة. الماء ليس موجوداً لأن الحياة موجودة. الحياة ليست مفهوماً مجرداً يوجد في عقل خالق.

أما أن تتذمر من قولنا "قال العلماء ويعتقد العلماء" فهذا سهل إصلاحه. أنا أقول لك على الطريقة القرآنية الحقيقة أن الهواء شرط للحياة وليس العكس فهل رضيت. الثقة ليست حجة وإذا كان القرآن واثق النبرة فإن الأدلة تنقصه ولا يكفي أن يقول لنا أنظر وتفكر عليه أن يشرح ويبرهن كما شرحت لك. الحقيقة أن القرآن يلقي دائماً عبء البرهان على كاهلنا وفي كل مرة نقوم بالمهمة على أكمل وجه فعليه الآن أن يشمر عن ساعديه ولو مرة ويرينا شرحاً مطولاً مقروناً بالأدلة والبراهين العلمية القابلة للتجربة فكيف نصدق البرهان إذا لم نكن قادرين على إعادته.

الخميس، 19 فبراير 2009

هل نحتاج إلى دستور للحنفاء اللادينيين؟

كتب أحد الأصدقاء تعليقاً جعلني أفكر في جدوى مانفعله وما نكتبه في مدوناتنا اللادينية. أولاً عبر عن أمله بأن نتفق على مسمى واحد بدل التخبط بين "الملحدين" و"اللادينيين" و"الكفار" و "المرتدين" وغيرها من المسميات فقال: "ليعمل جميع الهاربين من جحيم الإسلام من أجل وضع ممصطلحات مجتمعهم الجديد. أتمنى أن يكون الإتفاق على المصطلحات هو اللبنه الأولى من أجل رابطة حقيقية بين المرتدين. لأن الموضوع أكبر بكثير من مدونه إلكترونية." إختيار إسم خطوة أولية لتحديد وتعريف الجماعة وأفكارها من أجل خلق "رابطة حقيقية بين المرتدين". وهو ما سيدفعها طبعاً في اتجاه تكوين حركة اجتماعية أو سياسية، ومن ثم حركة منظمة ذات أفكار ومسميات وعقائد وأسلوب حياة وأخلاق ومعايير للتصرفات. الصديق يبحث عن حل لما سماه "الرعب المسيطر" فقال: "الرعب مسيطر على كل تصرفاتنا لدرجة أننا نخاف من إظهار شخصيتنا الحقيقية حتى لبعضنا ،إنه حقا الموت البطيء ،الذي يريده كل المحيطيين بنا ،فهل تجد لنا هذه المدونة الجديدة حلولاً ؟؟؟". هو يبحث عن بديل للدين ويريد أن يخلق مجتمعاً بديلاً للمجتمع الإسلامي الحالي الذي يسيطر نمطه على كل المجتمعات العربية.

بدأت الرد على أسئلة الصديق بتبرير لتسمية المدونة فقلت: "إن اقتراح اسم الحنفاء ليس محاولة لبلبة المصطلحات وإنما رغبة في إعطاء إسم مميز للمدونة. إسم اللادينيون يقوم بالواجب حتى الآن ولا داعي لتبديله. أما الإلحاد والكفر وما إلى ذلك فهي من شتائم القرآن لمعارضيه والتي لا تنتهي." ثم بدأت أفكر عن السبب الذي دعاني لإنشاء هذه المدونة. فعندما نتكلم مع الآخريين فإننا نسعى أولاً إلى التواصل وثانياً إلى خلق جماعة صغيرة نحيا ضمن حدودها تؤمن لنا طمأنينة القبول وأمان الإحتماء بالعدد. هل يا تراني أبحث عن بديل؟ وإذا كنت فعلاً قد بدأت هذا البحث فما تراني فاعل لتحقيقه؟

أنا في الحقيقة لا أحب الأحزاب والجماعات وأفضل الإحتفاظ بحريتي في تكوين آرائي وتغييرها وعرضها، ولا أدعو إليها أحداً فهي ليست ديناً أو "صراطاً مستقيماً" أحض الناس عليه وأتوعدهم بجهنم إن لم يستجيبوا. فكان ردي كالتالي:
"لا أعتقد بإمكان وجود مجتمع لاديني. فطبيعة الإنسان دينية وهو يحتاج أيضاً إلى دولة لتحميه والدولة ستحول الفكرة بالتالي إلى دين جديد وتضطهد معارضيها. الأفضل هو النضال من أجل دولة لجميع مواطنيها، دولة قانون تكفل حرية الرأي والإعتقاد لجميع المواطنين وتضع سلطة القانون وقوة الشرطة في خدمة هذه الحرية. إخفاء شخصيات اللادينيين حالة موجودة في كثير من المجتمعات بما فيها بعض المجتمعات الغربية وبالإمكان التعايش معها. إلا أن تراكم القهر يجعل المرء يحس بالموت البطيء كما ذكرت."

وبما أني لا أعتقد بإمكان وجود مجتمع لاديني منفصل فقد دعوت هذا الصديق لأن يتقبل مجتمعه وأن يحاول التعايش معه: "أنا أدعوك إلى زيارة المساجد. لا تستمع إلى الخطبة ولكن أنظر إلى المصلين، أكثرهم لا حول له ولا قوة وكثيرون لا يؤمنون بكلام المشايخ كله لكنهم يفضلون الذوبان في الجماعة على الإنعزال. يمكنك أن تفهمهم وأن تصل إلى مرحلة لا تفكر فيها دائماً بأكاذيب الشيوخ التي تخنقك. المشكلة هي في سلطة المشايخ الجديدة والتي يسمح بها الحكام العرب لغاية في نفس يعقوب. الهدف الآن هو الوقوف ضد أية دولة إسلامية وفصل الدين عن أي مشروع سياسي وهذا ممكن. إنتظر بضعة سنوات حتى يهدأ الوضع وسترى كيف يبدأ الحكام بعملية تنظيف لهؤلاء الملتحين."

فلماذا ندعو الناس إذاً لنبذ الدين والإيمان بالعلم والمنطق؟ "أن تزداد أعدادنا يعني أن نصبح واقعاً لا يستطيعون نكرانه لكننا لن نشكل مجتمعاً كاملاً وحدنا. الطبيعة البشرية محافظة والدين الإلهي سيحل محله دين من نوع آخر. لن تعدم البشرية أسباباً لتقليل أعدادها عندما يفوق عدد السكان الموارد المتوفرة. المرحلة الأخرى من اللادينية هي نسيان وجود الدين." نحن في الحقيقة ندافع عن أنفسنا وحرياتنا دون أن نلغي الآخرين وحرياتهم ودون أن ننفصل عنهم ونستبدلهم. المسألة مسألة سلطة. هل كنا ستثور على الدين لو لم يتسلط علينا ويأخذ حريتنا. الجواب لا. نحن لا نمنع الناس من أن يكونوا مختلفين، نحن نمنعهم من أن يفرضوا أفكارهم وقوانينهم علينا بالقوة.

التسلط في الدين وليس في الإيمان ونحن نتحدى السلطة ولا نتحدى أحاسيس الناس وسعيهم إلى الأمان والسلامة وسلامة من يحبون وإلى قبول الآخرين لهم. لا يجب أن نأخذ الإيمان من الناس بدعوى المنطق، لكن يجب أن نأخذ الدين لأن الدين منظومة طغيان وسيطرة تستمد شرعيتها من مفاهيم بسيطة يحملها كل منا مثل الإيمان والحاجة إلى الأمان. هل لاحظت أن كلمة إيمان مرتبطة لغوياً بالأمان وأن كلمة إسلام مرتبطة بالسلام. الأديان أفكار تراكمت على مر آلاف السنين واحتمت وراء حاجات إنسانية أولية مثل السلامة والأمان والطمأنينة.

لا يمكن أن نطلب من الناس التخلي عن حاجاتهم الأساسية ولكن يمكن أن نشرح لهم كيف تستغل الأديان هذه الحاجات دون أن تلبيها. من الواضح أن الدين لا يلبي أية حاجة نفسية فلا يمكن مداواة الإكتئاب مثلاً بالصلاة إلا إذا كان الإكتئاب مرحلياً وليس عضوياً. إن وظيفة رجل الدين أن يتعامل مع هذه الحاجات كل حالة على حدة وأن يقنع الناس بمتطلبات الدين. لكن الدين لا يفكر بالحالات الفردية. متى ناقش الشرع الإسلامي حالات الإكتئاب. ليس لديهم إلا كلام قانوني تافه عن تحريم الإنتحار والصمود أمام الوسواس ومحاربة الجن. كأنك تطلب من مكتئب أن يقف عند إشارات المرور وأن يغسل يده فبل الطعام وبعده كدواء للإكتئاب.

لا نستطيع أن نطلب من إنسان يعتمد على الإيمان بإله أو على دين لعبور مراحل حياتية صعبة أن يتخلى عن إيمانه وأن يعتمد على العقل والمنطق. إن للذكاء أنواع. كثير من الناس يحبون التواصل بالرموز والصور والأحاسيس ولا يستطيعون أن ينظموا أفكارهم على طريقة الرياضيات، أي فرضية ومن ثم برهان متسلسل الحجج. لكن هذا لا يمنع أن يكونوا أذكياء إجتماعياً أو عاطفياً. الكثير منهم فنانون ومشاعرهم جياشة ولا طاقة لهم على برودة العلم ونظامه الصارم. المسألة مسألة أسلوب تفكير مختلف يعطي أهمية لما نعتقده تفاهة.
الأفضل هو أن نقول لهم بأن الإيمان والأمل منفصلان عن الدين. يمكن للإنسان أن يؤمن أن الأرواح ستساعده أو أن آلهة الحظ ستجعله يكسب اليانصيب أو أن النجوم قد انتظمت الليلة بحيث تجعل طيارته تصل بسلام. لكن هذا المؤمن لا يحتاج إلى دين. أي لا يحتاج إلى كتاب مقدس وأنبياء وقانون ورجال دين ومدعوذين ومطوعين وهيئة أمر بالمعروف أو كنيسة وبابا بطربوش وأحاديث وكتب عقائد وشرح الشرح وتفسير التفسير.

يبدو لي أننا بحاجة إلى دستور يحدد هوية ما نسعى إليه دون أن يحدد هويتنا. يحدد طرقاً للوصول إلى الهدف دون أن يحدد شروط الإنتساب إلى الجماعة حتى لا ننتهي ديناً آخر يرسل أتباعه إلى الجنة الآخرين غيرهم إلى النار و"بئس المصير".

الجمعة، 13 فبراير 2009

من منتدى اللادييين العرب

صحوت اليوم من حلمــي على أوهـــام يقظــــــان
وَجَـدْتُ العَيـشَ أحجيــــةً تَـعَـدَّ ت عقليَ الوانـــي
فعن جهـلٍ ومن ضعــــفٍ ومن أوهــــام حيـــــران
تــَخَيَّلْنـــــا وصَـدَّقْنــــــــا خلاصة فكر إنســـــــان
مسمــىً لســت أعرفــــــه تخيـرنــي وأعطـانــــي
حَيـــاةً بعـــدهـــا مَـــوتٌ وعُمْــرٌ مـا لــهُ ثانــــي
وزوَّدنـــي بـــإحســــاسٍ وإدراكٍ فـســوَّانـــــــــي
وأسـكـنـنــي بـجـنـتـــــــه بــإغـــــراءات فنَّــــان
بـمكــرٍ صاغــني حــــراً وقـيَّـدنـــي بأرســـــــان
بــذنبٍ كــان مُـضْمِــــرَهُ وخـالقـــــه تبلاّ نـــــي
لأمــرٍ لســت مدركــــــــه تـبنَّـانــي وألـقــانــــــي
بكـــونٍ عــابـثٍ قـــذرٍٍ بـأجــرامٍ وديــــــــدان
وأحــيــــــاءٍ منــوعــــــةٍ بـأنـيـــابٍ وأسـنـــــــان
وجـنَّـــاتٍ مــزركشــــــةٍ بألــــوان وعـــقـيــــــان
وأرزاقٌ مــوزعـــــــــــةُ بـلا عــدلٍ ومـيـــــــزان
تَـفَــنَّــنَ في صـناعتـهــــا وأوكلهـــا لـشيـطـــــــان
وشـيطــــانٌ غـرائزنــــــا أفــوق الـقـــيد قـــيـــدان
عـصيت الأمر هل بـيدي أمـا يـكفيــه خـذلانـــــي
أيـجبـلنــي بـعصـيــــــانٍ ويـأخـذنــي بـعصيانــي
أيـخلـقنـــــا لـيقتــلنــــــــا وحـنَّـــــانٍ ومـنَّـــــــان!
تـغمــدنـــي بـرحــمتـــــه بصفو العيش أغرانــــي
وأكـمــلهــا ظـــلامــــاتٍ بـأقــــــدارٍ وأديــــــــــان
وأســئــلــــةً مـحـرمـــــةً لهــا دومــاً جـوابـــــــان
فـحـرَّرنـــي وقــيَّدنــــــي وطـــالبنــــي بإيمـــــــان
كــفئـــران لـتجــــربــــــةٍ نطالبهـــــا بشكــــــــران
خطــايـــا صـرت حاملهـا لذي بأسٍ وسـلـطــــــــان
كــأعمـى مـبتــغٍ فـهمـــــاً لإرشـــادات طــرشــــان
أبـلـــوى أم مــحــابــــــاة سـلاف االعيش أسـقانـــي
غنــيٌ قــادرٌ حَــصِـــــفٌ أمحتــاجٌ لـعـبـــــــــدان
أعـــدلٌ ذاك أم ظــلـــــــمٌ فحَــلُّ اللغــز أعيانــــي

أدوات الحجج الواهية

(مستقاة من جهاز كشف الكذب)

يرتكب المتدينون أخطاء فادحة في طروحهم ونقاشاتهم:

1- عدم وجود تأكيد مستقل "للوقائع". ليس هناك سند تاريخي يدعم الأخبار "التاريخية" التي وردت في الكتب الدينية. كتب الأديان لاتعد مصدراً أكاديمياً فهي مشكوك بصحتها لأنها تخالف كل الحقائق والإكتشافات الأركيولوجيه والأثريه. إن عدم ورود ذكر لموسى أو يوسف في المصريات القديمه وعدم الإشاره حتى الى العبرانيين والقصص التي اوردوها يدل على أنها فلكلور شعبي وليست بتاريخ

2- رفض مناقشة حجج وبراهين كافة الأطراف. المتدينون يسعون دائماً لمنع ومقاطعه الكتب والمنشورات وحظرها. وكثراً ما يناقشون انفسهم. مثل قصة الأمام ابن حنبل والملحد وهي قصة مفبركه تدور في السپام ميل بين الإسلاميين. هم يؤلفون ويخترعون شخصية الخصم ثم يتغلبون عليها بكل سهوله. مثلما يفحم مصطفى محمود صديقه الملحد الإفتراضي بعد أن يضع هو كلام الملحد ويجيب عليه بنفسه ولا يعطي أحداً فرصة التعقيب.

3- "إستخدام حجة السلطة أو المرجع". يكثر المسلمون من قول قال العالم الفلاني وأكد الدكتور العلاني إذاً فهو صحيح. أو طالما إعتنق الإسلام شخص مشهور إذاً فالإسلام صحيح. وطالما قال القرءان ان اكل لحم الخنزير حرام فذلك صحيح لأنه مضر بالبشر. لتكون لهذه السلطه حجة أو قيمه يجب توافر بعض الشروط. فيجب ان يكون الشخص الحجة هذا متخصصا بالموضوع. لايكفي ان يكون الشخص السلطه مشهوراً أو ذو شعبيه. فلايجب الاستشهاد برأي شخص جيولوجي في الكيمياء ولا العكس.

4- الإنتقاء في التفسير. يزعم الإإعجازيون أن القرءان كان قد تنبأ بكروية الأرض قبل أن يكتشف العلم ذلك بآلاف السنين، وبالتالي فلايوجد تفسير سوى ان الله قد أنزل تلك المعلومة على محمد، وبالتالي نسنتنتج أن محمد هو نبي وهو رسول من عند الله. هذا إستنتاج وتفسير تعسفي وتؤويل للكلام. هناك فرضيات أخرى لمصدر هذه المعلومة


أ- محمد عرف ذلك عن طريق اسفاره التجاريه وربما اخبره احد ذلك أثناء إحدى رحلاته في الشام البيزنطيه .
ب- زائر فضائي من عالم أخر أخبر محمد أن الأرض كرويه.
ت- محمد ذكر هذا في قرءانه من قبيل الصدفه- ضربة حظ.
ث- محمد جاء من المستقبل بمركبة الزمن وكتب لنا ذلك.
ح- محمد رسول من عند الله.
خ- محمد مندوب الشيطان الذي اخبره بكروية الأرض ليغوي البشر عن دين الحق الذي هو البوذيه.
ج- محمد عالم فلكي فبعد ان أكتشف كروية الأرض أراد ان يستغل ذلك ليثبت نبوته

وبعد هذا يجب ان نقوم بفحص هذه الفرضيات واحدة واحدة ونستبعدها واحدة واحدة كلما اكتشفنا خطأها ونعتمد الأخير المتبقي على أنه الصحيح. يتعلق المسلمون المتدينون بصورة عاطفيه بأحد هذه الإفتراضات لأنه يروق لهم ويوافق هواهم وقد يفعلون ذلك لاشعورياً أو من باب الواجب الإيماني. وقد يتحيزون لهذا الإفتراض الذي يميلون له عاطفياً فيحاولون اثباته بشتى الطرق متجاهلين مكمن الخطأ فيه ومحسنين من نقاط عيوبه وضعفه.

5- التعسف في إستخدام الأرقام والإحصائيات. المسلمون المتدينون يرمون الأرقام جزافاً وبدون تحري المصادر الصحيحه لها. فمثلاً يتحدث المسلمون دائماً عن زيادة عدد معتنقي الإسلام في العالم وفي أمريكا وقد يكون ذلك صحيحاً وقد لايكون. فالأرقام يجب ان تأتي في سياق ذو معنى. فعندما يتكلم أحدهم عن زيادة عدد المسلمين يجب ان يوضح:
- عدد سكان العالم
- نسبة المنتمين لكل دين ونسبة الملحدين
- نسبة التوالد أي الزياده الطبيعيه لمعتنقي كل دين
- نسبة الهجره القادمه للدوله بالنسبة لعدد السكان ونسبة كل معتقد فيها
- نسبة تاركي الإسلام برغم وولادتهم مسلمين
-
نسبة المسلمين الذين ولدوا مسلمين ولكنهم لايهتمون بالدين مثل الغربيين
- الخلفيه ال
إثنيه لمعتقدي الإسلام فكثير من السود في الولايات المتحده يعتنقون الإسلام نكاية بالرجل الأبيض وليس إقتناعاً.
- من يتحول الى دين أخر كي يرث أو يتزوج او يحصل على الجنسيه
- نقصان عدد المسلمين في البلاد التي هاجر منها المسلمين، فإذا هاجر ١٠٠٫٠٠٠ مصري مسلم الى الولايات المتحده، فسينقص عدد المسلمين بمصر بهذا العدد.


موضوع إنتشار الإسلام في الغرب موضوع يثيره الإسلاميون دائماً ويستدلون منه على صحة دينهم. " لو لم يكن الإسلام ديناً حقيقياً فلماذا يتحول إليه الناس" هؤلاء لايجهدون أنفسهم في التفاصيل الدقيقه والجزئيات الصغيره فيقولون مثلاً: كان عدد المسلمين في أمريكا سنة ١٩٥٠ بضعة الاف وهم الأن قد اصبحوا أربعة عشر مليونا. بدون الاخذ في الاعتبار كم كان عدد سكان الولايات المتحده آنذاك وكم زاد.

6- الحلقة الضعيفة في الحجة لا تلغيها عندهم. يجب أن تكون جميع حلقات سلسلة الحجة مثبتة (ضمنا الفرض الأول منها) وليس معظمها فقط. فلننظر الى مايسمى الغيبيات الإسلاميه مثل الجن، الجحيم، الجنه الملائكه الخ، لكي نصدق هذه الاثباتات يجب أن يثبت المسلم لنا اولاً بأن:
-
هناك علة وسبب لوجود الكون
-
هذه العله هي الله
-
الله هذا لاعلة ولاسبب لوجوده
-
أن الله يهمه ان تقوم الناس بعبادته
-
ان الله صادق ولايخدعنا
-
ان الله اختار ان يعلن عن وجوده بطريقة مثيرة للشك هي إرسال انبياء ومراسلين.
-
إن محمد هو فعلاً أحد هؤلاء المراسلين
-
أن محمد صادق في كل ماقاله وأنه لم يخطء أو يسء فهم كلام الله
-
أن ما وصلنا عن محمد هو صحيح ولم يتم تغييره او تحريفه
ولا يمكن إثبات وجود أي من الغيبيات إلا بعد إثبات جميع حلقات السلسلة وليس أحدها فقط. أعتقد أن مثالي هنا ظالم بعض الشيء لأن معظم، إن لم يكن كل حلقات هذه السلسلة ضعيف للغاية.

7- لديهم دئماً تفسير واحد للأمور التي لا يفهمونها. إذا رأيت أحدا يتدحرج على الأرض ويصرخ وأنا لا أعرف الكثير عن الطب بحيث لا يمكنني التمييز بدقة أكثر وتحري أصل المشكلة بالضبط، يمكن أن أفترض نظريتين:

الأولى : إن الرجال مصاب أو مريض يحتاج الى علاج طبي
الثانيه: إن الجن الكافر قد تلبسه

إذا أخذت بالشق الثاني وهي بنظرية الجن الكافر فيجب أن أفترض أنه يوجد جن وأن الجن شقين كافر ومؤمن وأن الجن الكافر يتلبس البشر وأن علامات التلبس هي الدحرجة والصراخ إلخ ... وكل هذا بالطبع غير مثبت.

بينما في النظريه الثانية الأمر أسهل بكثير وفيها فرض واحد فقط ، لاحظوا أن النظريتين تقدمان تفسيرا معقولا حسب المعلومات القليلة المتاحة وقد تم اختيار الأولى نظرا لقلة الافتراضات غير المثبتة فقط.

8- كل فكرة او نظرية لا يمكن إختبارها أونقضها فهي صحيحة لديهم. وهذا ينطبق على الله فالإنسان لايستطيع إثبات وجود الله مثلما لايستطيع إثبات عدم وجوده فمثله مثل التنين الوردي الذي لانستطيع أثبات وجوده ولا نستطيع اثبات عدم وجوده.

يقول أخ لأخيه: يوجد في غرفة النوم تنين وردي ينفث النار ينظر الأخ ليتحقق فلا يرى شيئا، يسأل أخاه : اين هو؟
فيقول له :هذا بسبب أن التنين الوردي خفي
فيسأله: ولكن أليس له علامات أقدام على الأرض؟
فيجيب: لا فهو يطير في الهواء
فيسأل الأخ مرة اخرى: مع ذلك، كيف دخل علينا وباب الغرفة مغلق ؟
فأجابه: التنين يستطيع اختراق الأبواب لأن ليس له كيان مادي
فقال: طيب، طالما أنه ينفث النيران لماذا لم يحترق البيت ؟ فيجيب: لأن نيرانه خفية أيضا ولا تحرق الأشياء المادية

ويستمر الحوار.
من الواضح أن هذا ليس حوارا بل مهزلة، لأنه لا توجد أي طريقة يمكن للأخ الثاني بها اختبار وجود هذا التنين المزعوم وبالتالي نقض كلام أخيه وبإمكان الأول أن يقول أنه يوجد تنين أو فيل أو وحيد قرن أو أي شيء ما دام الكلام لا يمكن نفيه. هذا يعيد للاذهان اهمية التجربه العلميه المسيطَر عليها (يمكن التكم بشروطها). فهي اساس العلم فالمحاججه العقليه ليست بحد ذاتها دليلاً علمياً لأن تعقيد الطبيعه والماده أكبر من تعقيد الحجج الكلاميه.